تابوت المليونير
تتلخص القصة في القرن التاسع عشر عندما قتل مليونير شخص تعمداً ، فحكم عليه من المحكمة بعقوبة الاعدام ، وتم أيداعه في سجن انفرادي على
جزيرة نائية تمهيداً لإعدامه ، ولأنه مليونير فقد فمر في أحد الأفكار بأن يقوم برشوة
حارس السجن ليتم تهريبه من جزيرة السجن بأي وسيلة و نظير أي ثمن..!
وبعد أن عرض الفكرة على حارس السجن مقابل الملايين من الجنيهات ، فقد أخبره أن الحراسة في ذات السجن مشددة جداً، ويصعب الهروب منها ، حيث لا يمكن مغادرة تلك الجزيرة أي شخص إلا في حالة واحدة..وهي الموت !! عبر توابيت الموتي .
وبعد تفكير عميق من الحارس وتحت اغراءات الملايين من الاموال ابتدع فكرة ووسيلة يستطيع بها المليونير أن يهرب رغم صعوبتها وتقوم تلك الفكرة على النحو التالي.... "اسمع، الشيء الوحيد الذي يخرج من جزيرة السجن
بلا حراسة هي توابيت الموتى.. حيث يتم وضع تلك التوابيت على سفينة عبر البحر، ويتم نقلها مع بعض الحراس إلى اليابسة
ليتم دفن الموتي بالمقابر بسرعة مع بعض الطقوس البسيطة ثم يرجعون إلى الجزيرة مرة أخري!
التوابيت تُنقل يومياً في العاشرة
صباحاً في حالة وجود موتى.. أذن الحل الوحيد هو أن تُلقي بنفسك في أحد التوابيت مع
الميت الذي بالداخل..وحين تصل اليابسة ويتم دفن ذات التابوت..سآخذ هذا اليوم إجازة
طارئة..وآتي بعد نصف ساعة لإخراجك.. بعدها تعطيني ما اتفقنا عليه. وأرجع أنا للسجن
وتختفي أنت..وسيظل اختفاؤك لغزاً وهذا لن يهم كلينا..ما رأيك..؟"
تحت تفكير عميق من المليونير، وعلى الرغم من خطورة ذات الخطة .لكنها بالطبع تظل أفضل من عقوبة الإعدام التي تنتظر مصيره! المهم أنه وافق على تلك الفكرة ..واتفقا
على أن يتسلل لدار التوابيت ويرمي نفسه بأول تابوت من على اليسار غداً.. هذا إن
كان محظوظاً وحدثت حالة وفاة..!
في اليوم التالي..ومع فسحة المساجين
الاعتيادية..توجه المليونير في غفلة من الحراسة لدار التوابيت..ووجد تابوتين من حسن حظه..وعلى الرغم مما أصابة الهلع من
فكرة الرقود فوق ميت لمدة طويلة ، لكن داعبته غريزة البقاء.. لذلك فتح
التابوت ورمى نفسه مغمضاً عينيه حتى لايصاب بالرعب، ثم قام بأغلاق التابوت بإحكام وانتظر
حتى سمع صوت الحراس يقومون بنقل التوابيت إلى السفينة تمهيدا لنقلها عبر البحر إلى المقابر، وعبر رحلة طويلة تم الوصول إلى اليابسة .
ثم شعر المليونير بنزول التابوت رويدا رويداً إلى المقبرة، وعقب قراءة تعويذ الدفن..أصبح صوت رمال القبر تتبعثر علية يمينا ويسارا، وأصبحت ثرثرة الحراس تخفت
شيئا فشيئاً إلى أن حل الصمت ، وأصبح المليونير مدفون على عمق اربعة أمتار مع جثة رجل غريب ، وعقب برهة قليلة حل ظلام حالك في المقبرة ، وأصبح التنفس صعباً مع مرور الوقت..
لابأس..هو لايثق بذلك الحارس..ولكن يثق
بحبه للملايين الموعودة هذا مؤكد أنه سيأتي.
انتظَر فترة ..حاول السيطرة على تنفسه حتى لا يستهلك
الأكسجين بسرعة..فأمامه بعض الوقت قبل أن يأتي الحارس لإخراجه من تلك المقبرة ، بعد أن تهدأ
الأمور وبعد عشرين دقيقة بدأ التنفس يتسارع ويضيق.. الحرارة خانقة..لابأس من ذلك..كل ذلك في سبيل البحث عن الحرية والبقاء، وان نرى النور مرة أخرى...
وبعد لحظات قليلة.... بدأ يسعل..واصبح الأكسجين على وشك الإنتهاء.. وذلك الغبي لم يأت بعد..سمع صوتاً
بعيداً جداً..تسارع نبضة.. لابد أنه الحارس...أخيراً..!
لكن الصوت تلاشى..شعر بنوبة من
الهستيريا تجتاحه. ترى هل تحركت الجثة..صور له خياله أن الميت يبتسم بسخرية، تذكر
أنه يمتلك كبريت في جيبه..ربما الوقت لم يحن بعد ولكن رعبه هيأ له أن الوقت مر
بسرعة..أخرج الكبريت ليتأكد من ساعة يده..لابد أنه لازال هناك وقت..! أشعل عود
كبريت و خرج بعض النور رغم قلة الأكسجين..لحسن حظه.. قرّب الشعلة من الساعة..لقد
مرت أكثر من خمس وأربعين دقيقة! هو الهلع إذن..
خطر له أن يرى وجه الميت..التفت برعب
وقرّب الشعلة.. ليرى آخر ما كان يتوقعه في الحياة.. وجه الحارس ذاته!
وبعد وقت ليس بالقليل توفي المليونير القاتل ، ومعه صاحبه السجين وجمعهم قدر واحد هو الموت
.
التسميات: الجريمة والعقوبة, المحكوم عليه, كبسولة قانونية, مآثورات قانونية
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية