الدَّوْلَةُ الفاضِلَةُ الحُلْمَ المَأْمولَ
الدَّوْلَةُ الفاضِلَةُ والحُلْمَ المَأْمولَ
الدَّوْلَةُ الفاضِلَةُ وَلَيْسَتْ المَدينَةُ الفاضِلَةِ هيَ الحُلْمَ المَأْمولَ ، وَأَنّْ كانَتْ امنياتْ الفَلاسِفَةِ إِنْشاءَ مَدينَةِ فاضِلَةٍ تَمَنَّى أَنَّ يَحْكُمَها الفَلاسِفَةُ ، وَرَسْمَ مَلامِحَها الفَيْلَسوفُ المَشْهورُ " أَفْلاطونْ " بِكَوْنِها مَدينَةَ يَتَمَنَّى أَنْ يَحْكُمَها الفَلاسِفَةُ بِالنَّظَرِ إِلَى طَبيعَةِ تِلْكَ المَدينَةِ " المِثاليَّةُ " في كُلِّ شَيْءٍ ، لِأَنَّها تَتَضَمَّنُ صِفاتِ المواطَنَةِ المَعْنَويَّةِ والرّوحيَّةِ والْقانونيَّةِ والقَضائيَّةِ ، كَما أَنَّ مَلامِحَ تِلْكَ الدَّوْلَةِ ظَهَرَتْ في كِتاباتِ " القِدّيسُ توماسْ مورْ " ، في كِتابِ " يوتوبْيا " ، وَلَكِنْ كانَتْ نَظْرَتُهُ عَلَى مُسْتَوَى الثَّقافَةِ أَوْ الحَضارَةُ . . وأنْ كانَ الفَلاسِفَةِ ، أَوَّلُ مِنْ نادي بِإِنْشاءِ المَدينَةِ الفاضِلَةِ ، وَوَضْعِ أُسُسٍ لِتِلْكَ الدَّوْلَةِ ، بَيْدَ أَنَّ اَفَقَّ احِّلامَنا مِنْ الِاتِّساعِ لِلدَّوْلَةِ الفاضِلَةِ ، فَهَلْ هِماكْ مُتَطَلَّباتٌ لِتِلْكَ الدَّوْلَةِ ؟ ما هيَ الدَّوْلَةَ المَرْسومَةِ في الذِّهْنِ والْمَأْمولَةِ عَلَى أَرْضِ الواقِعِ ، وَهَلْ يَسْتَطيعُ رِجالُ القانونِ بِمُفْرَدِهِمْ أَنْ يُحَدِّدَ إِطارًا مِعْيارًا لِتِلْكَ الدَّوْلَةِ ، أَمْ أَنَّ الوَضْعَ بِحاجَةٍ إِلَى تَكاتُفِ رِجالِ السّياسَةِ والفَلاسِفَةِ وَرِجالِ الدّينِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ كافَّةِ أَطْيافِ المُجْتَمَعِ ثُمَّ نَرْجِعُ وَنَقولُ ما هيَ الدَّوْلَةُ الفاضِلَةُ اَلَّتي تُنْسَجُها أَفْكارَنا ؟ هُناكَ مُفْتَرَضٌ أَوَّلُ ؟ هَلْ تِلْكَ الدَّوْلَةِ اَلَّتي نُعَوِّلُ عَلَيْها بِالِاعْتِمادِ عَلَى المِعْيارِ الخارِجيِّ لِلدَّوْلَةِ ، وَهَلْ هوَ المَأْمولَ أَنْ تَكونَ تِلْكَ الدَّوْلَةِ ذاتَ طِرازٍ مِعْماريٍّ رّاقيٍّ ، هَلْ نُعَوِّلُ عَلَى المَظْهَرِ العُمْرانيِّ والشَّكْلِ الخارِجيِّ في كُلِّ شَيْءٍ ، لِنَقولَ أَنَّها دَوْلَةٌ فاضِلَةٌ وَمِثاليَّةٌ ، وَهَلْ هَذا الِاتِّجاهِ الشُّكْليُّ هوَ المِعْيارُ في تَساؤُلِنا . بِالطَّبْعِ لا يُمْكِنُ انكارْ اِهَميَةٍ شَكْلِ الدَّوْلَةِ وَمَظْهَرِها الخارِجيِّ بِاعْتِبارِهِ أَحَدَ المَعاييرِ اَلَّتي لَها يُعَوَّلُ عَلَيْها في رَسْمِ الدَّوْلَةِ الفاضِلَةِ ، وَلَكِنَّ الجانِبَ الجَوْهَريَّ لِلْمَسْأَلَةِ مِنْ الأَهَمّيَّةِ لِلْإِجابَةِ عَلَى تَساؤُلاتَنا وَهُناكَ مُفْتَرَضٌ آخَرَ ؟ هَلْ تِلْكَ الدَّوْلَةِ اَلَّتي يَجِدُ فيها كافَّةُ المواطِنينَ والِاجانبْ عَلَى حَدٍّ سَواءٍ كافَّةِ الخِدْماتِ بانماطْ مُتَعَدِّدَةٍ ، وَبِأُسْلوبٍ يَتَّسِمُ بِالْإِنْسانيَّةِ ، وَيَتَّفِقُ مَعَ مُتَطَلَّباتِ العَصْرِ البَسيطَةِ بَعيدًا عَنْ التَّعْقيداتِ وَبَعيدًا عَنْ الرّوتينِ وَمِنْ غَيْرِ تَسْويفَ وَبَعيدًا عَنْ سوءِ التَّعامُلِ .
لِلْحَديثِ بَقيَّةً
التسميات: افكار قانونية, أفكار موضوعات, الحقوق والحريات, القانون الدستوري, القانون الدولي, القد, المجتمع الدولي, تاريخ قانون
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية