3/06/2021

استخلاف الإنسان فى ملك الله

 

استخلاف الإنسان فى ملك الله

استخلاف الإنسان فى ملك الله

اولا- البرهان النقلى على ملكية الله تعالى:

يرتبط هذا المبدأ بالعقيدة الصافية التى تقوم على توحيد الله تبارك وتعالى وإفراده بالخلق والرزق فهو سبحانه الخالق الرازق وبالتالى فإنه المالك لكل شئ والمتصرف فيه ، يقول الله عز وجل :" لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء "، ويقول سبحانه :" لله ملك السموات والأرض والله على كل شئ قدير "، ويقول تعالى :" ولله ملك السموات والأرض وما فيهن ".

أي  أن البرهان النقلى يفيد على أن الله تعالى مالك السموات والأرض وما فيهن.

ثانيا- البرهان العقلى على ملكية الله تعالى:

أما البرهان فيسوقه الله تعالى أيضاً فى أكثر من آية : من ذلك قوله جل شأنه :" قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير تولج الليل فى النهار وتولج النهار فى الليل وتخرج الحى من الميت وتخرج الميت من الحى وترزق من تشاء بغير حساب ".

إنها الحقيقة الناشئة من حقيقة الألوهية الواحدة إله واحد فهو المالك الواحد ، هو مالك الملك بلا شريك .. والتعبير التصويري لهذه الحقيقية الكبرى يملأ القلب والمشاعر والبصر والحواس . وهذه الحركة الخفية المتداخلة وحركة إيلاج الليل فى النهار وإيلاج النهار فى الليل وإخراج الحى من الميت ، وإخراج الميت من الحى .. الحركة التى تدل على يد الله بلا شبهة لا جدال ، متى ألقى القلب إليها إنتباهه واستمع فيها إلى صوت الفطرة الصادق العميق ... إنها اللمسة التى ترد القلب البشرى إلى الحقيقة الكبرى : حقيقة الأولهية الواحدة وحقيقة القوامة الواحدة . وحقيقة الفاعلية الواحدة . وحقيقة المالكية الواحدة . وحقيقة العطاء الواحد . حقيقة أن الدينونة لا تكون إلا لله الحى القيوم مالك الملك المعز المذل المحي المميت المانع المدبر لأمر الكون والناس بالقسط والخير على كل حال.

وهكذا يزداد المؤمن إيماناً ويقيناً بهذا البرهان العملى المشاهد المحسوس الذى يلمسه كل الناس فى ليلهم ونهارهم فكأنه عز وجل يقول : من لديه ذرة من شك فى أن الله مالك الملك : هل يستطيع أن يوقف حركة الليل أو النهار لحظة أو جزءاً من اللحظة ؟.

ومن ذلك ما يسوقه القرآن فى سورة الملك : قول الله جل جلاله :" تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شئ قدير الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور ".

فالذى يشك لحظة فى أن الملك بيد الله : هل يستطيع أن يدرأ الموت عن نفسه !! أو عن أعز الناس لديه ؟.

فالله سبحانه خالق الحياة وخالق الموت فهو سبحانه بالضرورة خالق لما بينهما . فثبت يقيناً أنه جل شأنه المالك لكل شئ لأنه الخالق لكل شئ وبيده مصير كل شئ " فسبحان الذى بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون".

ونظراً لأن قضية الرزق – بما للإنسان بعض المداخل فى السعى والكسب – تحتاج إلى مزيد من الدليل والبرهان العقلى فضلاً عن النقلى فإن رب العزة تبارك وتعالى يسوقها فى طيات حجة ربانية بالغة تجعل كل عقل سليم يخر ساجداً لله رب العالمين يقول الله سبحانه :" الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذالكم من شئ سبحانه وتعالى عما يشركون ".وهكذا ثبتت الملكية الحقيقية لله تبارك وتعالى المالك الحقيقى لكل شئ فثبت إذن أن المال مال الله.

التسميات: , , , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية