الِاحْتِراقُ الذّاتيُّ البَشَريُّ
الِاحْتِراقُ الذّاتيُّ البَشَريُّ الِاحْتِراقُ الذّاتيُّ البَشَريُّ Spontaneous Human Combustion ، وَيَرْمُزُ لَها اخْتِصارًا " SHC " ، وَهوَ يُعَدُّ أَحَدَ أَنْواعِ الِاحْتِراقِ ، وَتَنْشَأُ هَذِهِ الحادِثَةِ بِشَكْلٍ مُفاجِئَ نَتيجَةً حُدوثَ تَسْخينٍ تِلْقائيٍّ أَوْ ذاتيٍّ في الجِسْمِ نَفْسَهُ بِشَكْلٍ سَريعٍ ؛ دونَ أَيِّ سَبَبٍ أَوْ دونَ تَدَخُّلٍ أَيّْ عَوامِلَ خارِجيَّةٍ مُحَدَّدَةٍ أَوْ مَعْروفَةً ، حَيْثُ تَرْتَفِعُ دَرَجَةُ الحَرارَةِ وَتَزْدادُ إِثْرَ حُدوثِ تَفاعُلٍ كيمْيائيٍّ داخِليٍّ يُؤَدّيَ إِلَى نَشْرِ الحَرارَةِ واشْتِعالِها. وَعَلَى ذَلِكَ فَأَنَّ الِاشْتِعالَ يَبْدَأُ مِنْ داخِلِ جِسْمِ الإِنْسانِ وَيَتَصاعَدُ حَتَّى يُجَهِّزُ عَلَى الضَّحيَّةِ ، وَقَدْ تَحْتَرِقُ بَعْضُ مَناطِقِ الجِسْمِ حَيْثُ قَدْ يُسْفِرُ عَنْها بَعْضُ الحُروقِ البَسيطَةِ في الجِلْدِ أَوْ ظُهورِ الدُّخانِ ، وَقَدْ يُصيبَ كامِلَ الجِسْمِ ، وَمِنْ المُمْكِنِ أَنْ تُؤَدّيَ هَذِهِ الظّاهِرَةِ إِلَى الوَفاةِ والتَّفَحَّمَ ، وَمِنْ المُمْكِنِ أَنْ تَصِلَ دَرَجَةُ حَرارَةِ الِاحْتِراقِ إِلَى ما يُقارِبُ 3000 دَرَجَةً مِئَويَّةً . وَيَقولُ بِرْيانْ فورْدْ ، المُؤَلِّفُ والْبَيولوجيُّ والْأُسْتاذُ في جامِعَةِ ليسيسْتِرْ ، إِنَّ " الِاحْتِراقِ البَشَريِّ الذّاتيِّ " يُشْعِلُ الجِسْمُ كَما لَوْ أَنَّهُ انْفِجارٌ قُنْبُلَةٌ ، وَيُحْرِقُ الأَعْصابِ في ثَوانٍ مَعْدودَةٍ . . وَلَقَدْ تَمَّ الإِبْلاغُ عَنْ العَديدِ مِنْ الحالاتِ اَلَّتي تُجاوِزُ عَدَدُها أَكْثَرَ مِنْ 200 حالَةً في جَميعِ أَنْحاءِ العالَمِ ، وَتَحَوَّلَ الضَّحايا إِلَى رَمادٍ مِنْ لا شَيْءَ ، كَما يَبْدو . وَقَدْ اسْتَطاعَ بَعْضُ الأَطِبّاءِ تَحْليلَ الحالاتِ اَلَّتي أُصيبَتْ وَذَلِكَ واسْتَطاعوا التَّوَصُّلَ إِلَى بَعْضِ الأَسْبابِ والْفَرْضيّاتِ المُحْتَمَلَةِ وَهيَ :
1 - الإِفْراطُ في تَناوُلِ الخُمورِ وَ المَشْروباتِ الرّوحيَّةِ ؛ حَيْثُ يُعْتَبَرُ الكُحولُ المَوْجودُ في تِلْكَ المَشْروباتِ مِنْ أَكْثَرِ المَوادِّ قابِليَّةِ لِلِاشْتِعالِ ، وَخاصَّةً أَنَّ غالِبيَّةَ الضَّحايا مِنْ مُدْمِني الكُحولِ ، وَهُناكَ احْتِمالٌ حُدوثِ تِلْكَ الجَريمَةِ ، وَبِخاصَّةٍ حالَةَ نَوْمِ مُدْمِني الكُحوليّاتِ حامِلينَ السَّجائِرِ عَلَى سَبيلِ المِثالِ . إِلّا أَنَّ تِلْكَ الفَرْضيَّةَ تَمَّ التَّأَكُّدُ بِعَدَمِ صِحَّتِها ، وَبِخاصَّةٍ بَعْدَ إِجْراءِ عَدَدٍ مِنْ التَّجارِبِ عَلَى الحَيَواناتِ .
2 - زيادَةً نِسْبَةُ الدُّهونِ في جِسْمِ الإِنْسانِ ، إِلّا أَنَّهُ تَمَّ تَأْكيدُ عَدَمِ صِحَّتِها بَعْدَ وُقوعِ حالاتِ احْتِراقٍ ذاتيٍّ لَدَى أَفْرادٍ يُعانونَ مِنْ ضَعْفِ اجِّسامِّهِمْ
3 - حُدوثَ بَعْضِ التَّفاعُلاتِ الكيمْيائيَّةَ والَّتي تُعْرَفُ بِاسْمِ " الأسيتونْ " . شَديدَةُ الِاشْتِعالِ ، وَقَدْ يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ حُدوثَ انْفِجارِ الجِهازِ الهَضْميِّ ، وَيَحْدُثُ ذَلِكَ نَتيجَةَ اتِّباعِ الِانسانِ لِنِظامٍ صِحّيٍّ سَيِّئٍ .
4 - مَجْموعَةً مِنْ الأَعْراضِ النَّفْسيَّةِ والذِّهْنيَّةِ ، حَيْثُ يَصِلُ الفَرْدُ إِلَيْها بِسَبَبِ زيادَةِ الضُّغوطاتِ اَلَّتي تُؤَدَّى إِلَى انْهيارِ
5 - حُدوثَ تَماسٍّ كَهْرُبائيٍّ داخِلَ الجِسْمِ الإِنْسانيِّ حَيْثُ يُؤَدّي ذَلِكَ إِلَى حُدوثِ تَفاعُلاتٍ نَوَويَّةٍ تَّسْلُسليَّةٍ وَبِالتّالي تَوَلَّدُ طاقَةٍ حَراريَّةٍ ضَخْمَةٍ .
6 - وُجودَ كَهْرَباءَ ساكِنَةَ بِالْجِسْمِ وَحُدوثِ نَوْعٍ مِنْ تَوْليدِ طاقَةٍ داخِليَّةٍ بِشَكْلٍ مُفْرِطٍ نَتيجَةَ خَلَلٍ ما . . وَهُناكَ العَديدُ مِنْ الحالاتِ الِاحْتِراقُ الذّاتيُّ :.
1- نَشْرَ الفَرَنْسيِّ ( يوناسْXdashY دوبونْتْ ) في عامِ 1637 كِتابًا تَضْمَنُ دِراسَةً عَنْ هَذِهِ الظّاهِرَةِ ، تَحَدَّثَ عَنْ حادِثَةِ السَّيِّدَةِ ( نيكولْ ميليتٍ ) وَهيَ مِنْ باريسْ وَكانَتْ مُدَمَّنَةٌ كُحوليّاتٌ ، حَيْثُ تَمَّ العُثورُ عَلَيْها عَلَى سَريرِها وَلَمْ يَبْقَ مِنْ جُثَّتِها إِلّا الجُمْجُمَةِ وَعِظَمَ مِنْ عِظامِ الإِصْبَعِ وَحَفْنَةِ رَمادٍ .
2- فَى عامَ 1919 تَمَّ العُثورُ عَلَى جُثَّةِ المُؤَلِّفِ اَلْاْنْجَليزي المَعْروفِ ( تِمْبِلْ تومْسونْ ) وَقَدْ احْتَرَقَ نِصْفَهُ السُّفْلَى كامِلًا دونَ المَساسِ بِمَلابِسِهِ .
3- احْتَرَقَتْ السَّيِّدَةُ ( مارَى كارْبِنْتَرٍ ) في عامِ 1938 ، وَحَدَثَتْ تِلْكَ الواقِعَةُ في ثَوانٍ مَعْدودَةٍ أَثْناءَ نُزْهَةٍ مَعَ عائِلَتِها
4 - وَفاةَ الفَتاةِ ( فيليسْ نيوكومَبْ ) في عامِ 1938 حَيْثُ انْدَلَعَتْ نارَ مُفاجِئَةَ داخِلَ جَسَدِها ذاتَهُ أَتَتْ عَلَيْها في ثَوانٍ دونَ أَنْ يَتَمَكَّنَ الحاضِرونَ مِنْ إِطْفاءِ النّارِ وَجاءَ في أَوْراقِ المُحَقَّقِ : ( لَمْ يَسْبِقْ أَنْ شاهَدَتْ في حَياتي شَيْئًا كَهَذا فَقَدْ احْتَرَقَتْ الفَتاةُ بِنارٍ زَرْقاءِ ذاتِ مَنْشَأِ مَجْهولٍ ) .
5- حادِثَةَ السَّيِّدَةِ ( جِريسْ بيتٍ ) وَهَى انجليزيةْ مِنْ مَدينَةِ ( ايبسوتشْ ) ومُدَمَّنَةً كُحوليّاتِ أَيْضًا حَيْثُ عَثَرَتْ ابْنَتَها عَلَى رَمادِها دونَ أَنْ تَتَأَثَّرَ بِذَلِكَ مَلابِسُها عَلَى الإِطْلاقِ .
6 - عَثَرَ عَلَى بَقايا جُثَّةٍ ( مارَى هاردى ريسيرْ ) ، وَكانَتْ تَبْلُغُ مِنْ العُمْرِ 67 عامًا ، في 2 يولْيو 1951 في عَلَى كُرْسيِّها في شَقَّتِها في مَدينَةِ ( فُلوريدا ) وَكانَتْ عِبارَةُ عَنْ جُمْجُمَتِها وَكامِلُ قَدَّمَها اليُسْرَى وَكالْعادَةِ حَفْنَةٌ رَمادُ بَلَغَتْ حَوالَيْ 5 كجمْ ، والغَريبُ في الِامْرِ لَمْ تَمَسَّ النّارَ مَلابِسَها أَوْ مُحْتَوَياتِ الشَّقَّةِ ! ! ! .
7 - عَثَرَ عَلَى بَقايا جُثَّةٍ ( أَنا مارْتِنْ ) في وِلايَةِ ( بِنْسِلْفانْيا ) في 18 مايو 1958 وَكانَتْ عِبارَةُ عَنْ جُزْءٍ مِنْ جِذْعِها وحذائْها وَحَفْنَةَ رَمادٍ ، كَما بَقيَتْ مَلابِسَها سَليمَةُ
8 - اشْتَعَلَتْ النّارُ في ساقيَ وَجِذْعَ إِحْدَى النِّساءِ في وِلايَةِ( ماساشوسِتْسْ ) ثُمَّ تَفَحَّمَتْ أَمامَ أَعْيُنِ الجَميعِ في ثَوانٍ مَعْدودَةٍ
9 - في عام 1966 تَمَّ العُثورُ عَلَى جُثَّةِ دْ . ( جونْ . ايرفنجْ بنتلى ) البالِغُ مِنْ العُمْرِ 92 عامًا في حَمّامِ شَقَّتِهِ مُحْتَرِقَةٌ وَلَمْ يَبْقَ مِنْها إِلّا جُزْءٌ مِنْ ساقِهِ مُنْفَصِلَةً عَنْ جَسَدِهِ وَلَمْ تَتَأَثَّرْ سَّتائِرُ الحَمّامِ أَوْ دِهانِ الجُدْرانِ .
10 - في 26 أُغُسْطُسَ 1974 تَمَّ العُثورُ عَلَى رَمادِ جُثَّةِ الطِّفْلَةِ ( ليزا ) في مُسْتَشْفَى ( بِرْمِنْجَهامْ ) بانجلترا واحْتَرَقَتْ أَيْضًا دونَمًا سَبَبَ مَعْروفٍ وَدونَما المَساسَ بِسَريرِها أَوْ مَلابِسِها .
التسميات: افكار قانونية, التكنولوجيا والقانون, الجريمة والعقوبة, القانون والمجتمع, كبسولة قانونية, معلومات قانونية
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية