أثر التعليم والتهذيب الديني على المحكوم عليهم

 

أثر التعليم والتهذيب الديني على المحكوم عليهم

                       مقدمة 

يعتبر الجهل أو نقص التعليم  او التهذيب الدينى من العوامل المهيئة للجريمة . لذلك حرصت مختلف النظم العقابية على إدخال نظام التعليم والتهذيب في المؤسسات العقابية المختلفة.

ولقد اثبتت الابحاث والدراسات الى ان التعليم والتهذيب الدينى من العوامل التى تساعد على تأهيل وتقويم المحكوم عليه والعمل على اعادة اصلاحه .

الفصل الاول-التعليم

المبحث الاول- أغراض التعليم في السجون

أن التعليم في السجن يحقق أغراضا عديدة فالتكيف الاجتماعي للنزيل الذي يهدف نظام التنفيذ العقابي إلى تحقيقه يتطلب توجيه النزيل ومساعدته على القيام بعمل في المجتمع يتعيش منه على الوجه الذي يتفق مع القانون

كما ان التعليم أيضا يساعد على إصلاح جوانب عديدة في شخصية النزيل حتى يستطيع التعامل مع مختلف أفراد المجتمع، كما ينمي قيما ومبادئ أخلاقية تساعده على التكيف داخل المؤسسة وخارجها فالتعليم يقوي في الفرد القدرة على ضبط النفس مما يجعله أكثر استعدادا لاحترام النظام وتنفيذ مختلف الالتزامات التي تفرض عليه ، كما يستمد التعليم في النظام العقابي أهميته من كونه يستأصل أحد العوامل الإجرامية فيزيل بذلك سببا للعود إلى الجريمة 

ومن مزايا التعليم أيضا أنه يمكن النزيل من تمضيه أوقات فراغه في المؤسسة وخارجها في أوجه من النشاط المشروع والمفيد مثل القراءة والرسم وغير ذلك من الفنون 

المبحث الثاني- مجالات التعليم ووسائله

تتعدد مجالات التعليم فى المؤسسات العقابية  الى نوعين 

1-التعليم العام

 فيشمل كل مراحل التعليم المنظم في الدولة منذ التعليم الأولى وحتى مراحل التعليم العالي ويعتبر التعليم الأولى الذي يهدف إلى محو الأمية من أهم صور التعليم في المؤسسات العقابية لذلك اتجهت أغلب النظم العقابية إلى جعله إلزاميا 

2- التعليم الفني والتدريب

لقد أثبت بعض الدراسات أن الكثيرين من نزلاء المؤسسات العقابية ينقصهم التأهيل المهني مما أفقدهم القدرة على متابعة القيام بالأعمال المهنية التي تتطلب تدريبا ودراية خاصة

لذلك فإن برامج التنفيذ العقابي يجب أن تهتم بهذا الجانب حتى يمكن أن تحقق غرضها في إعداد النزيل للاندماج في المجتمع 

ومن اهم وسائل التعليم داخل المؤسسات العقابية

1- إلقاء الدروس والمحاضرات

2- إنشاء مكتبة داخل المؤسسة العقابية 

3- الاهتمام بالصحف والمجلات على اعتبار انها من أهم وسائل التعليم غير المباشرة

الفصل الثاني-التهذيب الدينى

المبحث الاول-اهمية التهديب الديني

للتهذيب الدينى اهميته القصوى في تقويم النزلاء ، وهو لاشك احد العناصر الاساسية في عمليات التقويم والتأهيل ،حيث ان التهذيب الدينى يقوم علي تنمية العقيدة لدى المحكوم عليه ، مما يعنى تعميق العلاقة بينه وخالقه والتذكير بالثواب والعقاب المترتب علي اتباع تعليم الدين او عدم اتباعها . ولاشك ان للتهذيب الدينى بهذا المعنى اهمية واضحة في التأهيل : فأرتكاب الجرائم ، في الغالب الاعم من الحالات يمثل مخالفة لتعاليم  الدين نظرا للارتياط الغالب بين القيم الدينية والقيم الاجتماعية التي تقع الجريمة بأهدارها , ومن ثم يكون خلق القيم الدينية لدى المحكوم عليهم وتوضيحها وتدعيمها في نفوسهم استبعاداً لجانب هام من العوامل الاجرامية ووسيلة فعالة لتحقيق التأهيل 

ومن الاغراض التي يستهدفها تعليم الدين ايضاً مساعدة هؤلاء النزلاء علي تقبل حكم المجتمع عليهم ،والنظر إلي الحكم نظرة موضوعية لا تشوبها العداوة والكراهية والرغبة في الانتقام ، كما يرجع الاهتمام بالتهذيب الدينى إلي كونه سبيلا للتهذيب الاخلاقى للمحكوم عليه لما له من تأثير قوى علي النوازع النفسية والفكرية الراسخة لديه ، والوعظ الديني حتى يحدث أثره في نطاق التنفيذ العقابي، يجب أن يتولاه رجال الدين الذين يتوافر لديهم العلم الكافي بقواعد الدين. ويجب أن يكونوا على درجة من الخبرة والدراية ويتم التهذيب الديني في المؤسسات العقابية عن طريق إلقاء المحاضرات والدروس حول العقائد الدينية.

وقد يلجأ الواعظ إلى مناقشة النزلاء في موضوعات متعددة تتعلق بمهمته ويحاول من خلال ذلك إقناعهم بالاتجاهات السليمة التي يجب إتباعها.

وأخيرا قد يتطلب الأمر لقاء فرديا بين الواعظ بين النزلاء كل منهم على حدة، حتى يتسنى له الإلمام بمختلف مشاكل النزيل، ويساعده على حلها.

وعلى المؤسسة العقابية من ناحية أخرى أن تشجع المسجونين على القيام بشعائرهم الدينية وأن تيسر لهم أداءها.

المبحث الثانى- وسائل التهذيب الديني

تستعين الإدارة العقابية على بث التهذيب الديني في نفوس المسجونين بعدة وسائل أهمها:

1-إلقاء الدروس الدينية التي تتضمن شرح مبادئ الدين الذي ينتمي إليه المحكوم عليه 

2-أن تتيح المؤسسة العقابية لنزلائها على اختلاف ديانتهم أداء فروضهم الدينية

خاتمة

استعرضنا اثر التعليم والتهذيب الدينى فى مرحلة من ادق المراحل وهى مرحلة التنفيذ العقابى بأعتبار ان اثرهم فى تأهيل وتقويم المحكوم عليه دفعت الكثير من الدول الى اعتناقه والاخذ به فى مؤسساتها العقابية  المختلفة.