عالمية شريعة الإسلام

 

عالمية شريعة الإسلام

جاءت الشريعة الاسلامية من عند الله تبارك وتعالى لتصنع الامة المسلمة وتؤسسها، فالنظام الإسلامي نزل كاملاً من عند الله تبارك وتعالى ، كما جاءت  دعوة الإسلام إلى وحدة الأديان في مصدرها وفي جوهرها، وإلى الإيمان بجميع الرسل بلا تفريق بينهم ، إنما يدعو جميع الشعوب إلى وحدتها الإنسانية الكبرى، على أساس عقيدة موضوعية جامعة، إنسانية عالمية، تتوحد فيها وتتساوى على قاعدة وحدة القيم الأساسية والأخوة الإنسانية والتعاون والمساواة والعدالة .

اولاً: تعريف مبدأ عالمية الفقه الإسلامي

تنفرد أحكام الفقه الإسلامي بأنها عالمية فى توجيه أحكامها لكافة البشر فى كل مكان من بقاع الأرض وفى كل زمان. فهو ليس خاصا بإقليم معين، أو جنس خاص ذو صفة معينة.

ويرجع سبب ذلك أن الإسلام يستند إلى تطبيق مبدأ العدالة ، والذي يعد من أهم خصائص المجتمع الإسلامي دون تمييز بين الناس بسبب ( دينهم أو لغتهم أو جنسهم أو حرفتهم ومهنتهم )، فهي شريعة تخاطب البشر أجمعين ، كما أن الإسلام كان ومازال سباقاً في تقرير الحقوق والحريات العامة ،وكفالتها للجميع بدون أي تمييز بسبب الجنس أو اللون أو العقيدة أو الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي، حيث ينادي الإسلام بتطبيق حق المساواة  وعدم التمييز ، حيث أن أول ما دعا إليه الإسلام محو الفروق والتمييز بين أفراد المجتمع فقد قال تعالى "  " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(سورة الحجرات الآية 13)"

إذا كانت الشريعة الإسلامية عالمية فلماذا نزلت في الجزيرة العربية وباللغة العربية ؟

المولى جل شأنه ليس له مكان وأنه موجود فى كل مكان في حين أن البشر فليست لهم هذه الصفة فلا يجوز اجتماعهم فى أكثر من مكان فى آن واحد. فإذا قلنا بضرورة عالمية رسالة محمد (صلى الله عليه وسلم ) كما أراد المولى عز وجل فلا بد أن نبدأ من مكان أيا ما كان هذا المكان، فكانت جزيرة العرب اختيارا سماويا لبداية انطلاقة التشريع الإسلامي لكل أرجاء العالم، لحكمة إلهية ،بالإضافة إلى اختيار لغة العرب لما تميزت به من البلاغة والاعجاز والبيان  وغير ذلك من مظاهر التفوق اللغوي والإقناع.