شروط التنفيذ العيني

 

يتعين أن يكون التنفيذ العيني ممكنا باعتباره أحد شروط التنفيذ العيني

يشترط لإجبار المدين على تنفيذ التزامه تنفيذا عينيا أن يكون هذا التنفيذ ممكنا، أما إذا كان مستحيلا، فلا

يتصور إجبار المدين على فعل المستحيل.

ويستوي فى ذلك أن يكون الاستحالة ناشئة عن فعل المدين، أو عن سبب أجنبي، كل ما فى الأمر أن المدين يعتبر فى الحالة الأولى مسئولا، فيلتزم بالتعويض عن عدم التنفيذ، أما فى الحالة الثانية فلا مسئولية عليه وينقضي الالتزام.

ومثال: "الاستحالة التى تتحقق بفعل المدين" أن يكون هذا الأخير ملتزما بتسليم عين معينة بالذات كالبائع مثلا، فيأتي فعلا يؤدى لهلاكها، كما لو كانت سيارة قد هلكت بحادث وقع بخطأ البائع فعندئذ يستحيل تنفيذ التزامه بالتسليم عينا، وبالتالي لا يتصور إجباره على ذلك، وإن صار ملزما بالتعويض لمسئوليته عن عدم التنفيذ.

أما الاستحالة التى تتحقق بسبب أجنبى، فيمكن تصورها فى المثال السابق لو أن هلاك السيارة كان بسبب حادث لا يد للمدين فيه كقذيفة وقعت عليها أثناء الحرب مثلا.

كما أن "الاستحالة قد تكون مادية" كما فى المثال السابق، أو "معنوية" إذا كان قهر المدين على التنفيذ العيني فيه مساس بحريته الشخصية، كالتزام الفنان بالغناء فى حفل، أو برسم صورة، أو التزام الأستاذ بإلقاء محاضرة، فعدم إقدام المدين فى مثل هذه الحالات على تنفيذ التزامه تنفيذا عينيا، لا يمن التغلب عليه بالإجبار لأن ذلك يعد مساسا بحريته الشخصية.

ويعتبر من قبيل الاستحالة أيضا أن يكون تنفيذ الالتزام عينيا غير مجد بعد فوات وقت معين مثال ذلك أن يكون المدين ملتزما بتسليم مكان معين فى معرض لعرض منتجات الدائن فيه أثناء مدة المعرض، فيتأخر المدين فى تجهيز المكان وتسليمه حتى يغلق المعرض أبوابه، فهنا يعتبر التنفيذ العيني مستحيلا.

هذا وتقدير ما إذا كان التنفيذ العيني ممكنا أو مستحيلا، مسألة تدخل فى نطاق السلطة التقديرية لقاضى الموضوع متى أقام قضاءه على أسباب سائغة تكفى لحمله.